
تسيرُ فضيحة سرقة مساعداتٍ إنسانيَّة موجهة إلى المحتجزِين في مخيمات
تندُوف، من قبل قيادة البُوليساريُو والجزائر، وفقًا لما كشفهُ المكتب
الأوروبي لمكافحة الرشوة، مؤخرًا، إلَى أخذ أبعاد جديدة مع دعوة منظمة
دوليَّة غير حكوميَّة بأوروبا إلى معاقبة الضالعِين في المتاجرة بمآسي سكان
المخيمات.
منظمة العمل الدوليَّة لأجل التنمية والسلام، التي تتخذُ من مدينة جنيف
السويسريَّة مقرًّا لها، دعت الدُّول التي تعترفُ بمَا يسمَّى "الجمهوريَّة
الصحراويَّة"، إلى سحب اعترافهَا، على إثر طفو فضيحة المساعدات.
المنظمَة ذاتها، قالت عبر بيانٍ لهَا، إنَّها تدعُو المجتمع المدني في
إفريقيا إلى الاستفاقة والوقُوف ضدَّ من يحاولُون تفتيت القارة السمراء، من
خلال السعي إلى إقامة دُول مجهريَّة، يسهلُ افتراسها من قبل النظام
الدولي.
وأردفت المنظمَة أنَّها تلقتْ باستغراب تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة
الرشوة، وما أفرج عنه منْ معطيَات مثيرة بشأن سرقة مساعدات موجهة للتخفيف
إنسانيًّا عنْ المحتجزِين في مخيمات تندُوف.
في غضون ذلك، ردَّ القياديُّ في جبهة البُوليساريُو، محمَّد سيداتِي،
على خلاصات المكتب الأوروبي بالقول إنَّها مجَردَ تجنٍ على البُوليساريُو
وحاضنتها الجزائر، قائلًا إنَّها لا تسعَى سوى إلى تثبيط عزيمة المانحِين
وثنيهم عنْ تقديم المساعدَات مستقبلًا.
وكان تقريرُ أصدرهُ المكتب الأوروبي لمكافحة الرشوة؛ قدْ كشف أنَّ
مساعدات إنسانيَّة تصل عبر ميناء وهران في الجزائر، يجري نهبها، وأنَّ
الفتات فقط منها يصلُ إلى المخيمات، زيادة على قيام محتجزين مغاربة بتشييد
مبانٍ كثيرة في المخيمات دون مقابل، في الوقت الذِي كانت البوليساريُو تقدم
فواتير كما لوْ أنَّ عمَّالًا مدفوعي الأجر قامُوا بذلك.
عمليَّات السرقة تشملُ أيضًا تغيير جودة بعض المساعدات، بحسب التقرير،
من قبيل تغيير القمح الكندِي بآخر أقل جودة، كما أنَّ مساعدات غذائيَّة
كثيرة تجدُ طريقها إلى السوق للبيع عوض بلوغ المحتاجِين إليها.
خروج التقرير الأوروبي يردُ في فترة عمدتْ فيها البوليساريو إلى رفع
وتيرة استجداء مساعدات دولية، حتى أنّها لم تتوان في شهر دجنبر الماضي من
دقِّ ناقُوس الخطر، عبر منسقها للهلال الأحمر، بقولها إنَّ 51 في المائة من
سكان المخيمات يعانُون سوء التغذيَة، وإنَّ المساعدات التي يتمُّ تلقيها
لا تغطي سوى 50 في المائة من الاحتياجات، بعدما صارَ المانحُون ينصرفُون
إلى مناطق أكثر تأزمًا في الشرق الأوسط، بعد الربيع العربي.