في محَاضرةٍ مرتجلَة، مزجَ فيها السياسيَّ بالرُّوحانِي، أشَاد حاكمُ ولاية هوَايْ الأمريكيَّة السَّابق، نيلْ أبيركرومبي، بتدبير التعدديَّة الثقافيَّة في المغرب، واصفًا المملكة بالمفتاح الذِي لا محِيد عنه، في أيِّ جوابٍ على ما يعتملُ بالمنطقة منْ "عواصف عقائديَّة"، صار العنفُ يتغذَّى معهَا بصورةٍ غير مسبُوقة.
حاكمُ ولاية هاواي، الذي يقومُ بزيارةٍ إلى المغرب، يلتقي إبانها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قال في محاضرته برئاسة جامعة محمد الخَامس بأكدال، صباح اليوم، إنَّ للمغرب قدرة على نشر رسالة التنوي في المنطقة، وأنهُ يحوزُ فرصًا عالية لينجحَ في مهمته تلك "وإذَا لمْ يجر الاضطلاع بذاك الدور، فأعتقدُ أننَا سنكُون مقبلِين على قلاقل أكثر فظاعة في المستقبل".
ولئنْ كان المغرب قدْ قدمَ أكثر منْ إشارة ترسمُ توجههُ نحو التحديث، فإنَّ قوامَ أيِّ شيءٍ هُو الصبر، بحسب حاكم هاواي، مستدلًا، بمدونة الأسرة، التي تظلُّ بالرُّغم من إقرارها على المستوَى التشريعي في حاجةٍ إلى أنْ تجد لها إقناعًا ونفاذًا إلى منْ يرفضُون مضامينها المنصفة للمرأة.
نيلْ الذِي كان يتحدثُ عنْ التنوع، قال إنَّ الوحدَة لا تعنِي تذْويب الذوات الأخرى وصهرها، لأنَّ المسألة تضحِي عندئذٍ قمعًا لا وحدة "الروافدُ تختلفُ، وليس للنَّاس أنْ يشترطُوا في منْ يريدُ أنْ يتعاونَ معهم الانصياع، فلكلٍّ أسبابه، ولا مناص منْ استحضار منطلقات الآخر".
وحثَّ حاكم هواي، في اللقاء الذِي حضرهُ السفير الأمريكيُّ بالرباط، دوايتْ بوش، ووزير التعليم العالي، لحسن الداودي، على عدم السعي وراء توحيد المقاربات بالعالم في كلِّ الأمور "ذاك أمرٌ غير محبذ، وأرى أنَّه غالبًا ما يجرِي عن طريق العنف والظلم والإرهاب، ولئنْ لم يكن ذلك العنف جسديًّا، فإنَّه معنوِي ينعكسُ على رؤيتنا".
ولدى بسطه مفهوم تحيَّة "الألوها" التي يتبادلُها سكان جزر هواي، تحدث حاكمُ الولاية عنْ الرفق الصبر والتواضع، قائلًا إنَّ كون الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يتقبلُ النقد، لا يعنِي أنَّه ضعيفٌ، أوْ أنَّ رميهُ بالضعف ينالُ منه"علينا أنْ نفسح المجال للأصوات التي لا تتماهى معنا بالضرورة لتقول كلمتها"، يردفُ المتحدث.
التنوع يتبدَّى جليًّا في السياق الأمريكي، كما يردفُ المتحدث، سيما أنَّ هوايْ قصدها مهاجرُون منْ مختلف المناطق، كما تعُود أصولهُ هو نفسه إلى أوروبا الوسطى، "منْ كان يخمنُ أنَّ باراك أوباما، ذِي الأصول الإفريقية، الذِي كان والدهُ صديقًا لِي، حتَّى أنِّي لا زلتُ أتذكر لحظةَ ميلاده، سيضحِي يومًا رئيسًا للولايات المتحدَة الأمريكيَّة".
في غضُون ذلك، يقبلُ حاكم هواي على زيارة عددٍ منْ مدن المغرب، للحديث عن تجربة هواي في التنمية الاقتصاديَّة الساحليَّة، ووضع اتفاقيَّة توأمة بين مدينتي الداخلة وهونولُولُو، فضْلًا عنْ استكمال دراسة مشروع تكويني ما بين جامعة هواي ووكالة الجنُوب.