خرجةٌ إعلاميّة غير معهودة، تلك التي بصم عليها بالمغرب، سيد أحمد غزالي، الذي قاد حكومة الجزائر لعام واحد عام 1991 وما أعقبها من مرحلة سوداء أغرقت الجارة الشرقية في الدماء لعقد كامل، حيث أشّرَ على أن سلوك بعض الإسلاميين المتطرف في العالم هو "ردّ فعل ضد الاستبداد" الذي تتعرض له الشعوب من طرف الأنظمة الدولية والمحلية، مضيفا أن تلك الأنظمة تستغل الدين قبل أيّ حركة إسلامية.
السياسي الجزائري، قال، هو يتحدث ضمن فعاليات المنتدى المغاربي السادس الذي اختتم بالدار البيضاء، إن ما تعيشه بلدانٌ من المنطقة المغاربية من تدهور أمني وسياسي، هو نتيجة لـ"تواطأ" بين ثلاث أقطاب، "القطب الامبريالي" الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية، و"القطب المحلي" الذي يتكون من الأنظمة السياسية للبلدان، إلى جانب قطب "التطرف الإسلامي" الذي وصفه بـ"التطرف العنيف".
وركّز غزالي على قضية التطرّف، مشيرا إلى أن من نفّذوا هجمات "شارلي إيبدو" في باريس مطلع العام الجاري، "لا يعدون في نظر المسلمين مسلمين.. لأن الإسلام لا يسمح بقتل المسيحيين"، مضيفا أن ظاهرة التطرف والإرهاب "لا يمكن أن تنتشر لولا الهوة الواقعة بين الحكام والشعوب".
وأوضح غزالي أن العامل الخارجي الغربي لعب دوراً فيما تعيشه بلدان المنطقة، محملا القوى الغربية، في مقدمتها أمريكا، مسؤولية ما وصفها بـ"العيوب"، مضيفا أن الشعوب ما تزال تدفع فاتورة عيوب الأنظمة ونتيجة أخطاء "يرتكبها الغربيون في تقييم مصالحهم أمامنا".
"الغربيون أكثر عُنفاً .. والأمريكيون يتقوّون بالإرهاب"، يشدد السياسي الجزائري، وهو يعقب على الأحداث العنيفة التي عاشتها فرنسا وأمريكا والدانمرك من أحداث اغتيال طالت صحافيين ويهود فرنسيين وأسرة مسلمة أمريكية في منطقة "شابل هيل"، وما تلاها من موجة نشر الكراهية تجاه المسلمين وغيرهم.
وعلاقة بقضية وحدة "المغرب العربي"، استبعد سيد أحمد غزالي أن يكون لفشل مشروع "الاتحاد المغاربي" صلة بالمشاكل الحاصلة بين المغرب والجزائر، معتبرا أنها "أطروحة مغلوطة"، فيما أكد أن حل مشاكل المغاربيّين يستند في شق كبير منه على الأخذ بعين الاعتبار العامل الأجنبي..
وشدد غزالي على أن المسار التوحدي داخل بلدان المنطقة المغربية دائما ما يبنى على الثقة المتبادلة "ليست الثقة بين الأشخاص، بل الثقة بين المؤسسات"، مضيفا أن قضية الصحراء، المثارة منذ عقود بين الرباط والجزائر، "ما هي إلى نتيجة وليست سبب".