عبد الخالق مفكير
الصورة: سفير المغرب باسبانيا، فاضل بنيعيش، سوسانا دياث، ومريم بن صالح شقرون
حاولت سوسانا دياث، رئيسة حكومة إقليم الأندلس، عند استقبالها يوم أمس، في قصر "سان تيلمو" باشبيلية، لوفد مكوّن من حوالي خمسين مقاولا مغربيا قَدِموا إلى العاصمة الأندلسية، أن تظهر رغبتها القوية في تحسين العلاقات السياسية والتجارية مع الجانب المغربي.
وكان اللّقاء بين الطرفين، والذي يجمع اليوم 150 مقاولا من كلتا الضّفتين، قد تم الاتفاق بشأنه في شهر شتنبر الماضي، خلال زيارة قامت بها "ديّاث" إلى المغرب، والتي تُوجت حينها باستقبالها من طرف الملك محمد السادس.
وقالت دياث في اللقاء ذاته إن كلا من إقليم الأندلس والمغرب يتسمان بأوضاع جيو ـ ستراتيجية تسمح لنا بتطوير سبل القيام بأعمال مشتركة"، مردفة بالقول "إنّنا نشكّل المدخل إلى قارّتين؛ نحن إلى أوروبا، والمغرب إلى إفريقيا، ويجب علينا مواصلة الجهود الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف".
وأوضحت رئيسة حكومة إقليم الأندلس أنّ إقليم الأندلس واع بالأهميّة التي يكتسيها المغرب بالنّسبة لاقتصاد هذا الإقليم الإسباني، ففي السّنة الماضية أبرمت الشركات الأندلسية أزيد من 4 آلاف صفقة مع المغرب، وبلغت الصّادرات 937 مليون أورو، مقابل 396 مليون أورو كواردات.
ويبدو أن رئيسة حكومة إقليم الأندلس أخذت في الحسبان هذه الحصيلة، في الأيام الأولى من الشهر الماضي، عندما منعت نائبها آنذاك، دييغو بالديراس، عن حزب اليسار الموحّد، من السّفر إلى مخيّمات تندوف للتّحقّق من استثمار المجلس الأندلسي في التّعاون الدّولي في المنطقة.
وشكلت هذه الواقعة حينها إحدى الاصطدامات الّتي وقعت بين حكومة الحزب العمّالي الاشتراكي الإسباني، وشريكه حزب اليسار الموحّد، والّتي أدّت إلى فضّ هذا التّحالف في 26 يناير الماضي.
"إنّني مقتنعة من أنّ اقتصادينا متكاملان، وسيكون من الحماقة أن لا نستغلّ هذا الأمر" تؤكد ديّاث الّتي استقبلت الوفد المغربي، الذي ترأسه سفير الرباط بإسبانيا، فاضل بنيعيش، ورئيسة الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، مريم بن صالح شقرون.
ومن جهتها أفادت شقرون بأن مباحثات اللقاء الاقتصادي بين الطرفين، لن يقتصر على التطرق إلى القطاعات التّقليدية، بل ستتعدّاها إلى قطاعات جديدة بالتّوازي، مع المقاربة الّتي يتبنّاها ملك المغرب والإستراتيجية الأندلسية.
واستغلّت رئيسة حكومة إقليم الأندلس اللّقاء للإعلان عن كونها ستدفع بخطّة إفريقيا عبر "إكستندا"، وهي الوكالة الأندلسية للتّرويج للتجارة الخارجية، كما ستفتح حكومة الأندلس هذه السّنة مندوبية لها بجنوب إفريقيا، والّتي ستضاف إلى مكتب التّرويج التّجاري بالدّار البيضاء.